الأربعاء، 28 يوليو 2010

الظلم ظلمات..

قال تعالى في كتابه العزيز: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء" ابراهيم:43-42

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته
بينكم محرماً، فلا تظالموا" رواه مسلم

وعن جابر أن رسول الله قال: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم" رواه مسلم

وتجد الكثير من الناس يكمل يومه وحياته من غير أن يتفكر في من ظلم..ومن عذب..وربما لا يظن أن ما يقوم به ظلم..
تجد احدهم قادرا ماديا على شراء سيارة فارهة والسفر ولكنه يبخل على عامل فقير ترك بلاده واهله وتغرب ونال اسوأ معاملة..وبالأخير لا يحصل على اجرته البسيطة بعد ان نال كل أنواع المذلة والاهانات..وربما ما يحصل عليه في شهر ينفقه من ظلمه في لحظات..!!!

وتجد اخرى تعذب خادمتها وتتفنن في اذلالها,,,وكأنه من حقها فعل ذلك لتأديبها..فلا تنام الخادمة ليلا او نهارا..وتعامل اسوأ معاملة من ربة البيت ومن اطفالها..تركت بلادها واولادها الصغار لتتمكن من توفير لقمة عيش لهم فلا تنال إلا المهانة..

احيانا الظلم يكون في المعاملة..ترى اسلوب المرء في تعامله مع البائع او العامل فيه ترفع وتكبر وكأنه خلق من ذهب والعامل خلق من طين..؟

وفي المدارس يظلم الطفل لأن لونه هكذا..او لأنه يأتي رث الثياب ..او لأن فهمه بطئ..فيصبح في عداد المهملين..وتذله المدرسة ويذله المدرس بكلمات جارحة او نظرات احتقار وسخرية !!

فلنذكر ان لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر..ولنتفكر في تصرفاتنا مع من حولنا..فقد نظلم شخصا ما بأسلوب نظنه عادي وهو عند الله عظيم..

الأحد، 18 يوليو 2010

اليقظة

غاص من جديد...وتمر الثواني..وهو في الإعماق..يتسارع شريط ذكرياته امامه..ويشعر أنه امسك نفسه عن التتفس في عمق البحر ساعات..يرفع رأسه لخارج الماء بقوة...يأخذ نفسا عميقا ويعود لداخل الماء من جديد...حرارة الصيف تلهب ما حواليه..لكنه لا يشعر بالحرارة..بل تنتابه رعشة البرودة حين تتسارع ذكرياته الماضية..



يشعر ان ماء البحر حينها سيزيل ماضيه بما فيه من ألام الضياع ...يتمنى للحظات ان يتوقف نفسه ويعود للوراء 20 سنه..لعله يعود شخصا اخر...غير ما كان...
يذكر علاقاته النسائية وما اكثرها..لم يعد يذكرهن..لم يعد يهتم بذكرهن فتلك الأفكار تشوه عقله الأن..بعد أن كانت اسعد لحظاته واجمل نشواته..يذكر مغامراته التي اشعرته برجولته الفذة..واسفاره التي تكررت كثيرا..ليس للإستجمام..بل للحصول على صيد جديد كل عام..رزقه الله وظيفة مرموقة..وانفق منها على ملذاته الكثير..حياته كانت رائعة جدا في نظره..

لم يترك شيئا لم يجربه..او امرأة لم يتعرف عليها..او رفاق سوء لم يصادقهم...

عاد لسطح الماء..تمنى ساعتها ان يكون شخصا لا يجيد السباحة..ليغرق وتغرق افكاره..

تذكر والديه...تذكر دعواتهم له بالهداية..وسخريته منهم ومن بساطتهم وتخلفهم في منظوره..

تذكر ربه الذي لم يترك حيلة لعصيانه إلا واتبعها...

الألم ينهك قلبه...غاص وهو يرجو ان يغسل البحر هذا الألم...لكنه لم يفعل..فما تراكم في 20 سنة لن يذوب في لحظات..هكذا حدثته نفسه..

تذكر زواجه الذي كان كلاما ولم يحقق لمن ظلمها اي استقرار..تذكر ابنه الذي لم يعرف يوما ما هي هواياته..لم يهتم لشخصيته..ظن ان ما يوفره ماديا كافٍ له ولأمه..
واستمر على طبعه بعد الزواج...

يومها في احدى رحلاته التي يحلو له ان يسافر فيها مع رفاق السوء...تلقى خبرا افجعه وايقظه من غفلته...
حادث اودى بحياة والديه واخته الصغيرة...

امضى الأيام التي تلت الحادث صامتا مصدوما..احس بغربة نفسه عنه..احس بوحدته يومها...نظر إلى كل من زوجته وابنه كأنهم يراهم اول مرة..اهله باتوا غرباء..لا يعرفهم...

انطلق الى الشاطئ الذي طالما اصطحبه إليه والديه...لم يدر ما يفعل...ظن انه سيغسل ما مضى هناك....



ما ألم به اكبر من ان يتحمله..لكن ما كان فيه من ضياع اصبح جبلا خامدا على روحه...

خرج مرتعشا من البحر..سجد لله على الشاطئ سجدة افتقدها عمرا...معلنا بداية عمرٍ جديد..

الأربعاء، 14 يوليو 2010

ومات الحب..

بسم الله الرحمـــن الرحيم
فقط للتنويه,,كل القصص والخواطر التي اكتبها هنا من تأليفي ومن خيالي..

رغم امتلاكها لأدلة كافية تدينه,ويقينها من رده هذه المرة, إلا أنها دعت ربها في سرها بأن ينكر ولو كذباً...لعلها تعتذر له حينها ككل المرات على شكها الذي يقع دائما في غير محله..
ربما ظنت انه بكذبه ما رأت سيرتاح قلبها الممزق..

لكنه هذه المرة قابل مواجهتها له بالصمت..ازاح ناظريه عنها..لم يكن يستطيع أن ينظر إلى عينيها وينكر هذه المرة..

بدا غاضبا حانقا عليها..لم يبدو كذلك الرجل الذي عانقها أول مرة قبل 10 سنوات..في ليلة
عشِقَها ووعدها بكل شغف أنها وإن لم تكن أول امرأة في حياته..فإنها ستكون الأخيرة..

تذكرت ما قام به ليتزوجها هي بالذات دون غيرها من النساء..احب فيها حياءها وبراءتها..شيئان لم يعهدهما في النساء اللاتي كن في حياته..احب كل شئ فيها..كما كان يهمس لها دائما بذلك..

كانت مختلفة عنهن جميعا..وكان هو مختلفا معها..

احبته بكل جوارحها,,كان حبها الأول,,وما زال..



ومنذ ذلك الحين كان يصر على الابتعاد ولكنه ظل يعود إليها..
فهي سكنه مهما ابتعد..ورغم علمها بكل ما يحدث..إلا أنها لم تبد له أي شك..

إلى أن جاء ذلك اليوم الذي اراد الله أن يريها فيه احاسيسها واقعا ملموسا وليس مجرد شكوك..صمته كان اسوأ اعتراف..لكنه هذه المرة لم ينكر ويرغمها بأسلوبه الفظ على الإعتذار..بل خرج من البيت وصفق الباب خلفه..واغلق معه اخر امل لها..ولهما

وليلتها لم تبكه هو كعادتها خلال عشر سنوات..

بكت نفسها..بكت عمرها..بكت شبابها وابناءها..بكت تضحياتها واحلامها..بكت قهرا لم يفارقها عمرا..بكت لياليها التي ظل قلبها مكسورا من غير أن يضمد..

لم يعد للبيت إلا بعد يومين..لم تقابله بشغفها المعهود..بات غريبا عنها..لم يعد حبيبها..غريبين جمعهما بيت واحد و3 أطفال..وفرقهما عاداته.. 

الخميس، 1 يوليو 2010

من كتاب "سوِّق فكرك"

بسم الله الرحمن الرحيم..
كتاب رائع جدا لكن صراحة لم أقرأه بالكامل..لكن قرأت مقتطفات منه وسأعود لأقرأه بتمعن إن شاء الله..نصيحة للكل باقتناءه.
اسم الكتاب: سوِّق فكرك (تسويق الأفكار جولة بين العلوم)
المؤلف: د.عبدالله بن سالم باهمام

اذهلتني عدة مقاطع اذكر منها هذا المقطع:

من صفحة 211 إلى 213
اسطورة الزعيم (غاندي)..صناعة الاحتلال البريطاني:
كان الزعيم الهندي (غاندي) من الزعماء القلائل الذين نالوا شهرة واسعة في هذا العصر, وحيثما ذكر نجد الثناء العطر يرافق سيرته, وأنه بطل المقاومة السلمية التي يحرص الغرب على تصديرها إلى العالم الإسلامي, وتذكيرهم بها في كل مناسبة..فيا ترى ما سر هذا الرجل الذي ظهر فجأة على المسرح السياسي في الديار الهندية؟!

عندما توفي السلطان العثماني محمد الفاتح-رحمه الله-(886هـ) وهو يحاصر روما دعا بابا الفاتيكان في روما النصارى في أوروبا إلى الصلاة,شكراً لله ابتهاجا بوفاة محمد الفاتح!.
هذه الحالة من الرعب والفزع لم تكن لتغيب عن أوروبا الصليبية في نظرتها إلى العالم الإسلامي, لذا فقد كان أخطر عمل قامت به بريطانيا هو إلغاء الخلافة الإسلامية, وإسقاط الدولة العثمانية, وتيفتيت العالم العربي والإسلامي, حتى لا تضطر أوربا لإقامة صلاة الشكر مرة أخرى!.

لقد أدى قيام بريطانيا الصليبية بإلغاء الخلافة الإسلامية إلى إذكاء روح المقاومة الإسلامية في الهند, ومن ذلك تأسيس المسلمين جمعية إنقاذ الخلافة في عام (1920 م),وقاموا بجمع (سبعة عشر مليون روبية) لأجل هذا الغرض.

وهنا طفا على السطح فجأة شخص هندوسي اسمه: (غاندي), وقام بالتقرب إلى جمعية إنقاذ الخلافة, وطرح عليهم فكرة التعاون مع حزب المؤتمر الوطني الهندي, فرحب المسلمون بذلك,ولما عقد أول اجتماع بين الطرفين, طرح المسلمون شعار استقلال الهند عن بريطانيا, بدلا عن فكرة إصلاح حالة الهند التي كانت شعار المؤتمر الوطني, لكن (غاندي) عارض هذا المقترح وثبط الهمم.

وفي عام (1921م) عقد الطرفان اجتماعا مهما تمكن فيه المسلمون من فرض شعار الاستقلال عن بريطانيا, وقاموا بتشكيل حكومة وطنية لإدارة البلاد.

هذا التطور الخطير لم تكن بريطانيا لتسمح له بإفساد فرحتها بإسقاط الدولة العثمانية, وتقسيم العالم الإسلامي, لذا فقد قام (ريدينج) الحاكم البريطاني للهند بالاجتماع بغاندي, وقال له: "إن مصدر الحركة الإستقلالية في الهند هم المسلمون, وأهدافها بأيدي زعمائهم, ولو اجبنا مطالبكم, وسلمنا لكم مقاليد الحكم, صارت البلاد للمسلمين, وإن الطريق الصحيح هو أن تسعوا أولاً لكسر شوكة المسلمين, بالتعاون مع بريطانيا, وحينئذ لن تتمهل بريطانيا في الإعتراف لكم بالإستقلال,وتسليم مقاليد الحكم في البلاد إليكم".

وبناء على التنسيق والتفاهم الذي تم بين (ريدينج) و(غاندي) قامت بريطانيا بالقبض على الزعماء المسلمين المنادين بالإستقلال, فأصبح الطريق ممهدا أمام (غاندي) الذي طلب من هيئة المؤتمر الإسلامي الهندوسي أن تسلم له مقاليد الأمور بصفة مؤقتة, نظرا لقبض بريطانيا على الزعماء المسلمين, وعندما عقد أول اجتماع برئاسته نفذ ما تم الاتفاق عليه مع الحاكم البريطاني (ريدينج), واعلن أن الوقت لم يحن بعد لاستقلال الهند.

يقول الأستاذ أنور الجندي -رحمه الله-:"لقد كانت دعوة غاندي إلى ما سماه اكتشاف الروح الهندي الصميم, والرجوع إلى الحضارة الهندية, هو بمنزلة إعلان حرب على الحضارة الإسلامية التي عاشت على أرض الهند أربعة عشر قرنا, وغيرت كل مفاهيم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, بل إنها غيرت مفاهيم الهندوكية نفسها"

وعندما اطمأنت بريطانيا على مقدرة الهندوس على حكم الهند: قامت بترتيب الأمور لإستقلال الهند, لقد كان عام (1948م)الفصل الأخير من مسرحية غاندي وبريطانيا, حيث سلب الحق من أهله بإعلان استقلال الهند عن بريطانيا في تلك السنة, لكن مسرحية المقاومة السلمية التي قام غاندي فيها بدور البطل لا تزال تعرض إلى يومنا هذا.

بقي أن نشير إلى أن من يطلق شرارة الحقد والكراهية لا بد أن يكتوي بنارها, فقد مات غاندي مقتولا عند استقلال الهند, ثم تبعه في عام 1978م آخر حاكم بريطاني للهند, حيث قتل على أيدي الثوار الأيرلنديين.

من عرض هذا النموذج نستخلص عدة دلالات هامة: فقد اجاد الاحتلال البريطاني اختيار نموذج الزعيم, وصناعته, وتسويقه لدى شعب الهند بطوائفه المختلفة, ف(غاندي) نحيل الجسد, فقير كأغلب الهنود, يظهر التقشف في العيش والزهد في الزعامة,وهي كلها صفات ضرورية ساعدت على تقريب صورته لدى الشعب الهندي, خاصة الفقراء منه, والذين كانوا يمثلون الغالبية العظمى من الشعب وقتها, حيث استنزف الاحتلال ثروات البلاد, واستولى على مقدراتها............